غالبا ما تكون السعادة في القناعة والصبر لأن الإنسان الذي لا يقنع يكون أسير الهموم والأمراض، فهو دائم البحث والتفكير في الجديد والبديل عن زوجته. إنك تزوجت هذه المرأة بعد تفحص واختيار واشتياق، فما الذي غيّر نظرتك عنها؟.
إن أردت أن تعيش سعيداً مع زوجتك فاقنع بها كما هي بسلبياتها وإيجابياتها، فليس هناك امرأة كاملة ولا رجلاً كاملاً، لأنه فوق كل ذي علم عليم، فإن كنت حصلت على جمال فهناك من هي أجمل منها ، وإن حصلت على امرأة ذات أخلاق فهناك من هي أكثر أخلاقاً منها.
وتعود أسباب عدم القناعة بالزوجة إلى التالي
مثالية التفكير نحو زوجة المستقبل، فحينما يفكر الرجل بأن زوجته ستكون أجمل نساء العالم يبدأ بالبحث عن جمال أروع من زوجته.
في حال التماس الأخلاق عملياً مع بعضهما البعض، ممكن أن يرى أحد الزوجين قصوراً وعدم تكامل في الأخلاق، فيقارن بأخلاقيات زوجات آخرين.
النظرة المثالية نحو عش الزوجية، بأنه ليس هناك مشاكل ولا متاعب ولا اختلافات، فما أن يحدث الاختلاف يبدأ بالمقارنة بما كان يتصوره ويرسمه في عقله، فتتكون حالة عدم القناعة.
عندما يكون أحد الزوجين من محبي المال فما أن يرى زوجاً آخر يتمتع بالغنى والثروة فإنه قد يخلق المشكلات لقرينه حتى يمل منه ويلتحق بأغنى.
حينما يضعف التمسك بالقيم الإجتماعية لدى الزوج ويشاهد ما هبّ ودبّ في الفضائيات من إباحية، الأمر الذي قد يكرس فيه حالة عدم القناعة بزوجته لأنه يريد أن يحقق ما رآه على واقع حياته.
وهنا ينبغي التوسل بالتالي للتخلص من هذه الحالة للحصول على القناعة:
الثقة التامة بأن اختياري الزوجة كان ناجحاً، وبأن الإنسان لا يقنع مهما ما وصل إليه.
ليس هناك كمال بشري، وأيضا الأخرين لديهم مشكلاتهم ونواقصهم.
أفضل الطرق هو السعي عملياً لسدّ نواقص وقصور الزوجة.
التأكيد الدائم على أن هذا كان اختيار الزوج وذوقه، وأنه رضي به منذ البداية، فإن هذا الإيحاء الإيجابي يكفيك لتتغلب على الصراع النفسي الذي يدور بداخلك.
حينما تكون هناك اختلافات وفوارق كبيرة بين الشخصيتين سواء في التوجهات أو في التعليم، أو البيئة التي عاشاها الطرفان.
نحن مدعوون إلى غرس القناعة من طريقة التفكير التي نشأنا عليها، وهي تلك الطريقة التي تشعر بالهزيمة النفسية، والشعور بعقدة النقص وعدم الكمال، ثم ننسى بأن الزواج مشروع للتكامل بين الزوجين، ومن هنا نستطيع أن نبدأ الخطوة الأولى نحو السعادة والرضا